القائمة الرئيسية

الصفحات

اعلان اعلى المواضيع

 الحمار يغني 

قصص اطفال


عند الفجر، نطّ الدّيك على سطح الخم، صفّق بجناحيه الملونين، وصاح: ‏

-كوكو. كوكو. ‏

فتح الحمار عينيه الكبيرتين، ضرب الأرض بحافره، وقال غاضبا: ‏

-اخرس أيّها الدّيك، ما هذه العادة؟ كلّ صباح توقظ الحيوانات بصوتك البشع، لقد قطعت مناما جميلا كنت أراه. ‏

تضايق الدّيك، فصار لون عرفه كالدّم، لكنّه ضبط نفسه، وقال: ‏

-وماذا رأيت، يا حمار؟ ‏

-رأيت بيدرنا مزّينا بالمصابيح، الحيوانات تجلس حوله بشكل دائري، البطة، الكلب، المعزاة، أنت ودجاجاتك، إضافة إلى ابني الصّغير (جحّوش) أمّا أنا- الحمار- فكنت أقف على ظهر البيدر، واضعا في عنقي طوقا من الورد كنت أغنّي، بمناسبة عيد الحصاد، بينما كانت الحيوانات تتمايل طربا. ‏

ضحك الدّيك حتّى كاد يقع من فوق الخم، وقال: ‏

-حمار. ما هذا الكلام، كيف تسمح لك الحيوانات بالغناء، وصوتك من أنكر الأصوات. على كل حال إنّه حلم لا أكثر. ‏

غضب الحمار، نصب أذنيه على شكل رقم 11- وقال: ‏

-ديك. الزم حدودك، واعرف مع من تتكلّم، أنا مطرب، أبا عن جد، صوتي جميل ومؤثّر، حتى أنّني أستطيع أن أجعل كل من يسمعني يرقص فرحا. ‏

ابتسم الدّيك ابتسامة خفية، قال: ‏

-طيّب. إذا كنت صادقا، أسمعنا صوتك، وسنرى. ‏

هزّ الحمار رأسه، فتحرّكت أذناه الطّويلتان كمروحتين، أغمض عينيه، أخذ نفسا عميقا، وراح ينهق. ‏

سمعت الحيوانات نهيق الحمار، فراحت تفكّر في طريقة للخلاص. ‏

البطّة. ركضت إلى المستنقع، وغطست تحت الماء كي لا تسمع شيئا. ‏

الكلب. ترك بيت الحراسة، وجرى إلى مسكبة البصل، قلع بصلتين، وأدخلهما في أذنيه. ‏

المعزاة. أمسكت أذنيها الطوّيلتين بأظلافها، وربطتهما تحت ذقنها كي لا يتسرّب إليهما الصّوت. ‏

أمّا الدّيك، فقد دخل القن، مغلقا الباب خلفه. ‏

فجأة. خرج صاحب المزرعة من بيته، ركض صوب حماره صائحا: ‏

-هش. هش، صرعتنا. ‏

فتح الحمار عينيه، وبدل أن يشاهد أصدقاءه يرقصون فرحين رأى صاحبه يقترب منه عابسا، حاملا اللّجام بيده. ‏


ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات